الجمعة، 11 ديسمبر 2009

بين العقل والضد

في سكون مهيب من أقيانوس غبطة لا نهائي, كانت الألوهية متجلية بصورتها اللاهوتية قبل أن تنقل مكنونات ذاتها لوجود آخر.
هذا الوجود الآخر خرج منه بإرادة كُن إبداعا معنويا فكان المُبدَع الأول -العقل الكلي- بدون أي مادة أو زمان


نظر المُبدَع الأول لنفسه فشاهد حاله بكل شيء، شاهد حاله مخلوق من الكُلّية أو الكمال، فهو كلية أو كمال أيضا، مخلوق من ألوهية فهو ألوهية، و كلمة مخلوق غير موجودة، بل موجود كلمة مُبدَع لأننا بطور معنوي فهو يعيش بهذه اللحظة لحظة الإبداع الأول التي نستطيع أن نعيشها و نحس بها مع الإله ، مع السلام .
بهذه اللحظة التي شاهد بها عظمته و أحس بكيانه اللانهائي راوده فكرة ليست كأفكار من فكر بل فكرة تجاوزية، لماذا لا أكون معتمدا على طاقة ذاتي فقط؟
بمجرد هذه النظرة بالذات انفصل عن الألوهية العميقة التي بداخله و بلحظة الانفصال هذه التي تعادل كل الزمان أيضا فقد سلامه. فسلامه دائم ما دام متصلا مع خالقه و لكنه انفصل بنظرته لذاته كذات فردية مستقلة عن خالقها. أخذ الأمور بشكل إله من إله فحاول أن يعمل كيان مستقل عن الخالق المبدع ، و بهذا الانفصال أصبح _أنا_ أي أصبح له وجود مستقل.
وبعد اختباره لحظة الاتصال عاد و اختبر لحظة الانفصال عن السلام، صحيح أنه عاقل كل الأكوان و لكن عند نظرته لذاته فقدَ صلته مع نبع الحب الخالد فعاد مسرعاً لحقيقته الأصلية، و بما أنه نظر للذات و انفصل لحظة تجاوزية فيها كل الزمان، مثلما ننفصل نحن عن الألوهية فنفقد السلام و نصبح (أنا)، هذا (الأنا) يعيش ناراً ضدية و جحيما داخليا، فالذي والده العقل الكلي بشكل مباشر و حقيقي مباشرة يستغفر و يرجع لمحيط السلام الذي بداخله لكي يتصل مع الألوهية العميقة المجسِدة لكل الوجود و الذي يرغب أن يعيش مع ال (أنا) لفترة من الزمن فلن يرجع لربه و لن يحس بسلامه ليعيش النار الحقيقية أو جحيم الشرك مع الله أحدا غيره و عندما يفكر بالعودة عليه تحمل نتيجة عكس التيار الطاقي الذي خلقه لنفسه و تتناسب قوة التيار على حسب الفترة التي عاشها بالبعد عن الفرح باللانهائي او البعد عن ربه وعلى حسب أعماله في تلك الفترة و التي إذا كانت أعمالا خيّرة نورانية فإنها ستساعده لخلق جنة سلام كبيرة و حقيقية و مباشرة عندما يرغب بالتوجه الحق للألوهية، أما إذا كانت أعماله شريرة و تعتمد على طاقة الآخرين فإنه سيحتاج لأجيال كثيرة و لزمن طويل لكي يتخلص من البرامج السلبية التي علقت بقدره و التي تحتاج إلى تجسيد من خلال المرض و الضيق و المعاناة و الإهانة و قطع العلاقات و التعلقات القسري و هكذا سيبقى – استفقاد الله رحمة – و سيبقى – و لو علمتم ما في الغيب لاخترتم الواقع – و سيبقى – و من يعمل مثقال ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرة شرا يره.

العقل الكلي نور محض نظر لذاته ففقد سلامه ثم رجع لباريه مباشرة و لكن الخطوة باتجاه الفردية حدثت, فتشكلت فجوة ضدية وكونه رجع خرجت السلبية أو الفجوة منه فكان الضد .

هذا الضد أتى بالترتيب بعد العقل الكلي أي رقم- اثنين -إشارة إلى الازدواج.

المُبدَع الأول أتى بالرقم واحد إشارة للأحدية ، المُبدع الأول رجع إلى باريه أما المخلوق الثاني فهو الذي خرج من النظرة الذاتية الأنانية للمبدَع الأول.

قيل للضد : ارجع إلى ربك فرجع، اخضع للذي خرجت منه فلم يخضع ، فما هو السبب؟

من أجل أن نفهم السبب بشكل داخلي، علينا تجربة الواقعة فعليا فنحن نعيش هذه اللحظات بكل يوم ، و بمجرد الرجوع للإله نحل مشاكلنا و لكن سيترتب على لحظة الضلال رد فعل ، بعودتنا للإله الذي يغذيناو الذي هو نبع الجمال و المحبة و السلام و الصفاء نكون قد اتصلنا معه فهنا يذوب الأنا في بحر السلام، و الذي لا يرجع إليه فهو يعيش كما نشاهد -كيان أناني- يعتمد على حظ نفسه ,هذه الصورة التي تتكرر هي مثال للصورة الأولى و من أجل فهم الصورة الأولى كيف أصبحت فيجب أن نفهم ما يحدث الآن ، كل ما في الأمر أن العقل الكلي يخسر كل قوته و سلامه بمجرد انفصاله عن خالقه و عندما يرجع للاتصال هناك ردة فعل بقوانين دقيقة، فالذي ينفصل للحظة عن الذات الإلهية و هو بزمن معنوي أي بالمستوى الأول للخلق أي بالقوة الأولية فقد جَسد كل هذه الضدية، فنحن إذا كنا بالمستوى الأول أي المادي و أصبح لدينا أخطاء فلن يكون حسابها كما يكون الحساب عندما نكون بالمستوى التوحيدي العميق و التي بها حساب على كل فكرة و كل نية و كل شعور، حيث أنه بالارتفاع لقمة الجبل تكون الخطيئة مميتة، أي انزلاق خطير جداً ، سوف يرجع الساقط للوادي محطما، أما الذي يعيش بمستوى السطح فمهما أخطأ لن يحس بالخطر لأنه أساساً بالأسفل فلن ينزلق أكثر من ذلك و هنا حسابات الأحدية عندما نرتفع لقمة الوجود بالروحانية فوق الزمان و المكان يصبح الحساب على سرائر و دقائق الأفكار و المشاعر بعالم النية.

فعقل الأكوان - أي مصدر أو منبع المادة- بلحظة نظرته لذاته فقد سلامه و عندما فقد سلامه رجع مباشرة عن خطئه أو خطوته الأولى و بسبب هذه النظرة تكون فجوة و الفجوة تحتاج لامتلاء و الامتلاء لن يكون من نفس المستوى كونه خطا و هذه الخطوة نسميها خطا آدم و هذه نظرة نسبية للخطوة الأولى، فاحتاج لملئها بمستوى الخلق المادي الذي لازالت الأكوان تتوسع أبدا علها تعيد تعبئة تلك الفجوة التي خلقها العقل لنفسه من نفسه بلحظة نية بالاستقلالية عن الإرادة الإلهية فاحتاجت النظرة لتجسيد، إذ نحن عندما نخطئ سوف نحاسب على خطئنا أي السلبية سوف تخرج منا إما نفسياً بانزعاج أو تتجسد مادياً بالمستوى الأخير و الآن هذه السلبية بالزمن المعنوي خرجت بشكل كيان أناني و الذي يسمى- رب الأكوان المادية الذي هو الضد - فالمادية بمثابة الضد و الروحانية بمثابة العقل و المادية تُخلق من العقل و العقل الكلي مغذي للمادية و الروحانية معا ،يغذي حتى الضد لأنه سابقا له برتبة الإبداع ومن أجل هذا فيما بعد بعالم التجسيد يُحمِله أمانة التوحيد لأنه قوي جداً بالمادة فهو أهل لهذه الرسالة فيستخدمه واسطة كونه هو أحق بالمادة و حتى الآن يتكرر نفس السيناريو معنا فنحن نحب سلام النفس و نرجع لله المتجلي داخل قلوبنا أو نحب أن نعيش عيشة أنانية بعيداً عن الألوهية- فعدل الله بالتخيير- بين أن نخطو فنعيد سيرتها الأولى و نستعيد وعينا المفقود أو نخطو و نكرر الخطى أو الخطأ بالمعنى النسبي فيصبح تعداد الخطا كبيرا و بقدر تعدد الخطا نخلق عالم تعدديتنا و لذلك قيل ( البساطة أس كل رفعة ) و كأن قلة الخطى باتجاه التعددية هي الأكثر قربا من عالم الأحدية أو الحقل الموحد بالوجود .

مشكلة الضد هي هذه الأنا الكونية الكبيرة التي فيها كل الأكوان ، رغب الضد أن يكون مؤلها لنفسه أي يريد أن يعتمد على حظ نفسه، لماذا يتحاسب بالرغم من أنه معترف بربه فهو خضع لله و لم يخضع للعقل الكلي وما السر في ذلك ؟:

الآن جميع الخلق تعترف بوجود الله بشكل أو بآخر و الجميع يقول نحبه و لكن في الواقع العملي بالحياة المادية بشكلها الفعلي أنت تؤمن بالله عقائديا و لكن هل تستطيع نفي الأنا عنك فتحب كل الخلق على كافة الأشكال و العقائد و الصور .. و إلا إذا لم تستطع تحقيق هذه المحبة فأنت مؤمن إيمانا أنانيا و لغاية أنانية أومادية .و هنا ستخضع لاختبارات مثلا:
احنِ نفسك باتجاه السلام الباطني فلا تستطيع لأن لديك تعلقات و رغبات بالعالم المادي، فالضد لم ينحنِ للعقل الكلي كمبدع أول بل أراد أن يعيش المادية بحد ذاتها مستقلة عن روح تدعمها، نحن نمثل دورا في هذا العالم إما نمثل العقل أو نمثل الضد و إذا مثلنا الاثنين معاً نكون قد مثلنا النفس .

سلبية النظرة للذات من العقل الكلي المُبدع الأول تجسدت بشكل الضد فخرجت منه الأنا فلم يصبح لديه أي ذرة سواد أو أنا.
تسليم مطلق للذات الإلهية هذا التسليم المطلق سوف يجسدها بقمة الصلاة للسيد المسيح لاحقا بالعالم المادي عندما قال ( لتكن مشيئتك ) ,فهذا هو طريق العقل الكلي طريق التسليم، بينما الضد يعتمد على الطاقة الإلهية التي منحها له رب العالمين من خلال نظرة البدعة الأولى للذات فعندما قالوا له تنازل عن كيانك الأناني و احصل على السلام ففضل أن يعيش الأكوان ومن أجل أن يعيش الأكوان يحتاج لدرجات بالخلق بالتدريج حتى ينزل إلى العالم المادي فلا ينزل بشكل فجائي.

نظرالعقل الكلي أنه بسببي خرج مني شيئا... فأنا المسؤول عنه ويجب عليّ ملاحقته لأضعه في عالم التجسيد و الذي من أجل أن يجسده يلزمه _لوح_ لتجسيد عباراته فالعقل بمثابة القلم أي قلم القدرة الإلهية , فقمة الروحانية أن تكون قلما بيد الذات الإلهية أو نايا تُعزف من خلالها الألحان الأحدية وهذا هو العقل الكلي و يمكن لأي شخص أن يكون قلما أو نايا بيد القدرة الإلهية، فالعقل الكلي وجد من أجل أن نتمثل به و ليس لمجرد أن نعتقد به، وهذا لا يعني أنه ليس له وجودا ذاتيا ، بل على العكس فله وجود ذاتي و مادي أيضا و له وجود من خلال ذواتنا من أجل أن يعبر عما بذاته، و لكي يلاحق هذا الضد أبدع النفس الكلية و التي هي بمثابة اللوح الذي سيرسم عليه موجودات الخلق من خلال قلم القدرة 0

النفس فيها نزر بسيط من الظلمة لأنها جاءت بالإبداع بالمرتبة الثالثة صحيح انها أحدية إذا نزعنا عنها الثنائية و لكن بمستوى معين أو رياضي سوف تمر بالرقم اثنين و هو الضد وهنا ستتأثر قليلاً وهذا التأثر من خلال هذه النقطة السوداء التي لها فائدة كبيرة بعلم العقل الأول فأصبح- نون و القلم و ما يسطرون- من إبداع ، و من خلال وجود النفس سيصبح ممكنا مقاومة الضد لأن بباطن النفس نقطة بسيطة من الظلمة و من خلالها تستطيع مراوغة الضد لأن العقل الكلي لا يستطيع فهو نور محض عاد للنور و لا يرى سوى النور و لذلك هو متوجه أبدا للشمس فلا يرى خياله أو ظله أبدا و لا من أية زاوية و هنا احتاج لخلق النفس فتستطيع من خلال بعض من ماهية الضد الظلامية الفهم عليه و مقاومته، فراغَ الضد من بينهما و احتاج لبدع أخرى وتتالي بأخرى بمستويات الخلق الذبذبية ليتدرج بالانسفال حتى أخلد بالأرض و أحيطت به العناصر الخمسة ماديا ليبقى مقفوصا في عالمه الضدي أو المادي فلا يستطيع الفرار لمستويات الإبداع الأولى، بل أصبح له عالمه الخاص و الذي من خلال عالمه سيحترمه العقل نفسه إذا ما أصبح للعقل الكلي جسد و سيُحّمله أمانة أو رسالة روحية أو توحيدية لأنه عالمه و هو رب هذا العالم المادي، فكلمة الله أحيانا تقع ماديا على الضد كونه أقوى مخلوق بالمادة و هذا الذي يُعتمد عليه بحمل الرسائل، و هذا اعتراف من الحدود العُلوية بالضد و الذي هو مخيّر و اختار الدنيا أي سيعطى بالدنيا من المال و النساء الكثير كونه عالمه الذي يكافئ به و هنا أهمية العدل الإلهي ( من طلب من الدنيا أعطيته و من طلب من الآخرة دللته و هديته) .. أي أن الإنسان الضدي يرغب بعيش حياة دنيا باتساعها المادي و مغرياتها و لا يسأل عن آخرة والتي تتمثل بسلام النفس الباطني,أما الإنسان العاقل أي الذي يعترف بأبوة العقل يختار أن يمشي عبر الضد (أي المادة) ليخترق فيما بعد دائرة الشهرة أو الأثير أو الأساس و بعدها يتناغم مع الحدود العُلوية للخلق ليصل إلى قمة التوحيد بتجلي البار العلام لعقله الكلي على حسب منزلته و الذي عندها يستخدم حقا كامل طاقته الدماغية..أما من لا يريد فإنه سيعيش أياما معدودة بضديته و أنانيته و سيدفع بعدها ملايين السنين ليستعيد وعيه، اللهم إذا استعاده !!!

سيتتالى الإبداع بالتجسيد.... مبدَعَين أصلين أنورين يبدعون الكون و بالوراثة بشكل طبيعي ستورث النقطة السوداء و البيضاء على لوح الخلق لأن المبدَع الأول يعتبر الآن بمثابة الأبيض و الضد بمثابة الأسود و النفس جاءت فيما بعد فأخذت نصف من كل واحد و عندما ترجع إلى الكلية أو الكمال فتصبح مثل النفس الكلية يكمن فيها الضد و لكن ينمو النور لدرجة كافية حتى ترجع للمبدَع الأول من خلال نورانيتها فكانت الكلمة اهتزازا صوتيا معينا و هذا الاهتزاز سيتجسد بموجات فيما بعد تخلق الأثير و الأثير سوف يخلق المادة ، وهنا فكرة الحدود الخمسة للخلق و التي هي مجرد قوانين طبيعية يمكن فهمها مثل وجود العناصر الخمسة المادية المعروفة بالتراب و الماء و النار و الهواء و الأثير أو الفضاء ، فالتراب مادي لأن الحدود العلوية عندما تتجسد سينطبع بالعالم المادي ممثول لها و من خلال تواصلنا مع الممثولات المادية( العناصر الخمسة) نستطيع أن نتواصل مع الحدود العلوية.

و حتى الآن ما تزال هذه المحادثة لأن الضد ما يزال يأبى و يستكبر و يحتج على رب العالمين ،إذ يحتج بقوله: لقد خلقته من طين و خلقتني من نار، و هنا يتراءى السؤال : كيف من طين و ليس فيه مادة أي كيف لهذه المحاورة أن توجد و لم يكن وجودا للطين
أي لماذا قال الضد لا أريد أن أخضع له فخلقتني من نار و خلقته من طين؟ :

الطين بمثابة شيء يمكن أن نشكله كما نريد بمثابة التسليم فخلقته من طين ليس تنقيصا من قدر العقل الكلي أو آدم... أي خلقته من مادة التسليم فيشكله كما يريد أي نفى الأنا منه و عنه لدرجة -افعل بي كما تريد- هكذا أراد العقل الكلي!!! و نحن كذلك الأمر!!!، كل هذا الدرس و الكلام لا ينفع إذا لم نطبقه على حياتنا اليومية فيجب أن نكون مثل الطين بيد القضاء و القدر الإلهي من أجل أن نعيد صدى المبدَع الأول بطينيته التي هي بمثابة ممثول التسليم0
و( خلقتني من نار) النار هي حريق ، نيران الأنا القاتلة فنحس بها عندما نكون أنانيين فتكون نيران ضدية داخل نفوسنا، فإذاً خلقته من مادة التسليم و خلقتني من مادة الأنا فطبيعي أن الأنا لا ينحني و أنه هو الذي أراد هذا العنصر الناري الذي لا يتشكل فالنار لا تستطيع أن تشكلها 0
فنحن نرى بعضنا البعض، كل واحد ينظر إلى الآخر فكنا نحن بمثابة تجسيد لهذه البرامج الأولية من العقل و الضد فها هم يعيشون فينا و كوننا أصبحنا نفوس و لسنا أرواح أي بداخلنا طبعين طبائع العقل و طبائع الضد فالذي يغذي طبائع العقل بنفسه يحس بالسلام و يرتقي باتجاه النور أما الذي يغذي طبائع الضد فلا يحس بالسلام، فهل هذا الشيء بقليل خصوصاً إذا عرفنا أن هناك قوانين دقيقة سوف يدفعها الإنسان فيما بعد إذا كان في سلم الترقي صعوداً باتجاه العقل الكلي عبر الأرقام الإيجابية بالنور في النفوس والتي نحن فيها سنصبح أعدادا سالبًة عبر الضد، إذا الموضوع ليس للاعتقاد بقدر ما هو للتطبيق العملي ، إذا أردنا أن نفهم العقل الكلي كعنصر إبداع نوراني فيجب أن نعيشه عندما يظهر بأدوار معينة وبأزمنة معينة و بدعوات معينة بشخصه الكريم بشكل مباشر أو غير مباشر فهو أدرى بما يفعل حيث يحس بانخفاض بمستوى طرق الاستقامة و الأخلاق و الروحانية بنفوس الناس و هنا طبيعي أن يرجع و يجذبها إليه إذ هو يعتبر نفسه أب كل البشر لأنه منه خرجت الظاهرة الكونية مثل بذرة الشجر، أول بذرة لشجرة- الكينا- مثلا هي بمثابة العقل الكلي الأول فلها ذاتية معينة، فالذي يقول أن العقل الكلي لا يوجد فيه تجسيد فقد أخطأ فهناك ذاتية خاصة بها اسمها البذرة الأولى فيقولوا - آدم - بأسماء مختلفة بمذاهب مختلفة، هذه البذرة عندما نزرعها تصبح شجرة بذرة العقل الكلي التي إذا زرعناها بتربة النفس خلقت الأكوان ولكن الضد موجود بالأكوان فليس هناك حاجة لكل هذه الأكوان و ليس هناك حاجة لكل هذا الخلق إذ نحن موجودون بذاتيته الشريفة و منسجمين و لكن هذا الضد عكرعلينا هذا الانسجام فهذه الأنا التي نحن نتصرف بها هي سبب وجودنا 0
نحن إذا تشبهنا بالأب الأول نعيش بسلام لأننا متواصلين معه و إذا تشبهنا بالضد فنحن نعيش بأنا و ببيداء تيارات و مذاهب و مدارس ضدية كفرية شركية تتغنى مثل أبيها الضد باسم الله و لكنها لا تنفي عنها الأنانية الفردية أو المذهبية أو الدينية لتوحد الله حقيقية توحيده فتقع أسيرة العالم الضدي و هي تتكلم باسم الله و تعيش من خلاله و لكنها بالمستوى الأول أو الضدي فقط و هنا لا ترق بالوعي و لا انسجام مع النفس و لا آخرة الآن بل كله بالمستقبل و كله يحكم على ماض إن لم تكن قد ارتبطت به فأنت كافر و هكذا باسم الله تعددت مخلوقات و مدارس الله و لن يوحده حقيقية توحيده إلا الذي نما و ارتقى باتجاه العقل الكلي فأصبح نورا محضا لا يدري إلا بلغة المحبة التي علمه عليها معلمه الأول و الذي هو النور المحض أو العقل الكلي اما مَن معلمه الضد فهو بدائرته حتى لو انه تغنى باسم الله فهو كمن يستفيد من الطاقة الإلهية ليعيش الحياة الأنانية .. و هنا أهمية الحكمة في قولها ( و ليس بينكم و بين عالم الضد فرق إلا الرضا و التسليم و الرضا و التسليم نهاية العلم و التعليم ) و قوله ( ليس لعالم الضد عقول ) 00000الخ بسبب كثرة الأنانية التي أصبحت بداخلنا و لكننا نحتاج أن نتربى قليلا في المدارس لكي نصل إلى مستوى لسنا بحاجة بعده للمدارس و للمذاهب و لا لأي شيء حتى نصل إلى ( الآن علمتك في الأرض و في السماء تباركت يا ذا الأسماء و التجليات ) .

السبت، 5 ديسمبر 2009

الجمعة، 4 ديسمبر 2009

الحكمة القديمة









أين العالم من سياسة الانتظار مع عدم الانتظار؟



إلى أصحاب الأنفس الشريفة وذوي الصيحة العميقة، إلى أنبل البشر وخير مَن وطىء الأرض بقدم:



آدمية الزمان اقتضت أن نكون من الأعوان وأن نسير مع الحق بخُطى وانسجام، لكن الخوف لا زال يمسك بثوبنا وعدم الراحة يقلقنا.



ومن أين يأتي الخوف؟ من مراقبة الأحداث والقلق على المصير،



فهلموا إذاً إلى لغة إرضاء الضمير؟



لن يحدث سوى ما قدّره المُحدِث ولن تصنعوا سوى التفكير.



لماذا التساؤل والتحيّر بشأن ما كان أو سيكون؟



فلغة الاستيضاح بانت وعن رفاقها وأخوانها عُرِفَت،



والأيام تشعّبت والخصال ظهرت،



إذاً، لا تستعجبوا بل اضحكوا على نثرات الثلج وهي تتساقط في الآفاق، واستبشروا لانكشاف حقائق الذات، ومعرفة وضع الحي ووصف الممات.



أما لسان التسلّط فقد بدأ بالانزلاق، والتفادي لم يعد بحكم الأيادي، بل بقدرة العقول على استيعاب الآتي قبل أن تطوش،



وتدخل في عالم المزاج المعكوس الذين استعبدهم الإبليس الأعظم من حيث تعلمون ومن حيث لا يعلمون، فهم لأوامره يمتثلون وعن نواهيه ينتهون.



وها هي الأيام تتسارع بين الآحاد والسبوت،



وها هو الزمان يفاجئ هذه الأنفس بمقدّمات الأعمال ويخرج لها ما خبأه من العجائب والأهوال،



وها هي الفرص تضيق أمام أبالسة الدين وطُغاة الأدوار إلى أن يستجوبوا ماضيهم بحاضرهم الأليم لعلهم يستوعبوا نتائج ما احتقبت أيديهم في سابق الأدوار بحق الأنبياء والمرسلين.



وللكوارث نغمات تعلو تارة وطوراً تنخفض تماماً كترتيل الآيات، ومعاداة البلاد وصراع العباد نهاية واقتراب للأوان الذي طال واستنكر من شدّة الكفر والارتداد.



وها هي دائرة الأدوار تعود إلى نقطة البيكار، ومحصول الدوران في محطة التركيز، ومَن خاف من التركيز وقع في أسلوب كان فتطاير الإمكان.



فلماذا تخافوا من التركيز في الحاضر واستيضاح معاني الوجود بعين الناظر وتفضّلوا عوضاً الانتظار واستمداد المعنى من منطق الأشرار؟



المنادي ينادي ومن خيرة الأعمال الصبر والاقتناع بالموجود وسعادة الوجود.



لأن اقتدار القدر كإتيان اللص في وصف قدوم السيد المسيح المنتظر ليثبت للبشر حقيقة التكوين ومَن يملك قدرة التحريك، وما زمن الإمهال إلا لاستيعاب العبر واستيضاح معاني الحكمة من الصبر ولذّة الروعة من الحذر، إلى أن يرتفع صدى صرخة الحق وتطرق مسامع جميع الخلق، فتذهل المراضع عن المرضعات ويتناهى بالأجل محتوم القدر بحلول يوم الميقات ويُقال: لِمَن الملك اليوم في كل يوم؟



هذه هي سياسة الأنفس على مشارف توقّف العقارب عن العد،



أما بشأن السياسة التي أعطاها الزمان لوناً، فقد أصبحت زي قديم وخرقة بالية، وهي بعيدة كل البعد عن تصوير الواقع.



والديبلوماسي ساكن ولا يعي مفهوم تصرّفاته لدى أهل الحكم، لذى تضيق الفرص أمامهم ليظهر الحق ويعترفوا به وينكشف المستور...



إذاً، فاتبع حدسك أيها الموحّد في شتّى الأمور، ولتكن سعادتك هي القانون والدستور،



لا مسايسة أو مصالح متبادلة، فكلّها لغات تشويش والغرض منها إرهاق النفس،



المسايرة؟



نعم، طالما أنها لون من ألوان الحلم، وهو من طبائع العقل:



"لا بالأذية تأتي أهل الحكمة والفصاحة"،



لكن، مع ضرورة الالتزام بالحد، حد المعرفة وإلى أين يريد أن يصل، لا طمع أو تسويق. فعنصر الأزمان والركض وراء الأفكار ومسايسة الشعور لاجتناب الكثير والتفكير بالاحتمال والاتقاء الشرير ومساندته زمن ولّى ولماضيه انتسب.



تجنّب إسعاد المطرود ومؤانسة المحبوب خير وسيلة لرسم حدود للمتسلّطين إلى أن يأتي وقت الخلاص واستراحة النفوس من تعكير الطارقين الجارحين لمعنى الوفاء والتصديق.



ولا تنسى نصيحة الحكيم لإبنه:



تصنيف أجناس الناس هو عامل لإيقاظ الحواس،



والانطباع الذاتي في إسلوب التعامُل أبسط وأصح لأنه معطّر بتوحيد الأزمان والدهور،



فاسمع إذاً وصية للممتحنين في ساعات اليوم الأخير:



نفسك هي القدس المحتلّة، وسلاح التحرير هو سر التحكّم بالنفس الناتجة عنها التصرّفات، والانتصار عليها يُماثل الانتصار على العدو الأكبر والدجّال المشبّه بالمسيح المنتظر.



وإليك نقطة بدء التحكّم بجزء: الأيام والأجزاء عملة لتداول الاستغلال ولزيادة الأطماع وتدمير المتفائل والمتحرّر وهما تماماً مثل المستعمر، لذا فإن أيامكِ دوامكِ وديوانك سعادتك، فلا تخشى من خوف، ولا تعدم الثقة، ولا تغلّط حدسك، ولا ترهق نفسك بالواجب، ولا تتعب حسّك بانتظار ما هو قادم، فـ "كل ممكن الحدوث هو ممكن ذاتي لا العكس" ولوازم الأمور تختلف عن مساندة المستور ومداواة الحاضر بالمستقبل لا ينفع، وتحضير العدّة والمكوث جانب الصخرة ليس لأهل الحكمة.



فليلازمك الصدق والروحانية ومنها تأتي المبادىء والأهمية.



ولك البركة مع المزيد من الفهم لعبارات الزمان.


الأربعاء، 2 ديسمبر 2009

إلى كل من أتخذ التوحيد مسلكا وطريقا


وصية مسيح الأمم منذ الفي عام: "اعرفوا الحق والحق يحرركم"


 ايها الموحد اعرف نفسك تعرف حقيقة الحق. اعرف المسيح في داخلك لأنه الباب لمعرفة الحق، ومَن لا يطرق الباب لا يجد الجواب. والمسيح هو العقل، ولولا خلاصك من عالم الجهل لما قبلت نور آثار العقل"
معالم الكون ببساطة الامور:

الباب الاول: احترام النفس:
عندما تحترم نفسك تحترمك مع تهذيب المعاملة لنفسك قبل غيرك عندها تعرف اهمية المطالب ومدى تحقيقها ولك الشرح وهذا يستغرق اشهر لطالب العلم.
عندما تعرف حقيقة النفس وخباياها تدخل لغة العقل هنا تصبح الامور بالميزان المعقول فتدرِك الحواس ولا تنطق بكلمة قبل التفكير بها طبعا بحكم العقل يعني الترفع عن الندم فالندم لغة الخسران والتيتّم المسيئة للنفس والعقل معا.
والندم يولد الاضطراب والتشويش على مستوى الفكر وتتأثر به الحواس وترتسم به التصرفات فيحفر اثره في عالم الزمان والمكان ويترك انطباعاته في النفس فيحول بينها وبين نور العقل وينتج عن هذه الحالة الآراء المغلوطة عن الواقع والرؤية السيئة للأمور.
واحتضان الحاضر بما يحمله من خير وشر ومعرفة الواقع ولماذا وقع هو افضل دواء للندم وهو ارقى ما تصل اليه المعرفة.
"قلوا الاعتراض بما يظهر لكم من خير وشر واحسان وضر يخفف عنكم المحنة ويكشف عنكم الغمة فليس بينكم وبين عالم الجهل سوى الرضى والتسليم والرضى والتسليم نهاية العلم والتعليم"

اما ابناء الضلمة فقد اختاروا طريق الندم والاعتراض منذ انطلاقتهم الاولى في الطفولة من عمر الزمن ومضوا في بناء حضارة الكيد والانتقام والهروب الى الامام، حتى بلغ انجسهم في زمن الكشف العظيم رتبة الارتداد بدخوله الى دائرة النور طلبا للعز والجاه.
وعندما بلغ الزمن فيهم ذروة الامهال وفقدوا ما دخلوا لاجله، تهتكت استارهم وهبطت اعمالهم بعد علو الشأن الى الانسفال والتوهيم واشتهروا علنا بالخبث والبغى والخُلُق الذميم.

الحكمة القديمة تقول: "هم اختاروا طُرُقَهم وانا اختار لهم مصائبهم" و "مَن نسي الحق كان الحق له ناسيا ماحقا". والحاصل امر واقع ودلائل المحسوس تخبّر بـ "الجزء الضائع".
واهل هذا الزمن التهوا بقراءة التاريخ ونسوا مراجعة الكتب المقدسة التي سطرت كل ما نَمُر به حتى نهايته واعطتنا خلاصة العبر من ألِف البداية حتى ألِف النهاية "وكما بدأنا اول خلق نعيده".
و"الجزء الضائع" هي رسائل بُعِثَت الى الانسانية توضح معالم الازمان تواصلت ووصلت بعض الحروف منها. حُرِقَت كتب تدل على اسرّة كل سرير والاعتراف بكل جميل،
وللحدود بقية مماثلة على الارض ولكن تطغى عليهم نفوس الانسان الطبيعي، تتعايش مع اهل الايمان وترى الظلم من جميع اخوة الاديان، ويمكن تحريك العصا لكل موحد بتحقيق الطلب وذلك فُسِّر برسائل وايحاء واحداث جرت ليصبح من واقع الانبياء.
اما رغبة الرجل بالتغيير وصنع الرجولة والثبات على العبودية للمرأة ورغبة المرأة لتصبح بقوة الرجل والتحكم بقدرتها والقيام بذلك تعود لأجيال تمر بها النفوس طلبا لادراك المحسوس بما هو مطلوب. اما عالم الخير فهو عالم التساوي الملخَّص قبل ان يصل اليكم عبر الازمنة ورسائل وصلت للأئمة مع تطبيق احداث وروايات من الواقع لهذا تروا الحلقة الناقصة لأن اصحاب النكث والضلال ابالسة الاديان وطغاة الادوار قاموا بإخماد الحقيقة عبر العصور واخلوا بمبدأ التوازن الالهي داخل كيان الانسان فظُلِمَ الرجل والمرأة.

ارادوا للعالم ان ينسى هذا المبدأ لأنه يهدد اسباب بقائهم وشروط سلامتهم، فلغوا الواقع وقد نجحوا بذلك بنجاح المرتدين في عصرنا هذا بطمس معالم ما تبقى من الحكمة بحجة "الاستتار" المهين.
وبعد دورة الأزمان وانقضاء الاكوار والادوار وعودة الدائرة الى نقطة البيكار وصل العالم الى مضيق زمن العبور من عوالم الظلمة الى عالم النور. واجتياز نقطة العبور يتطلب الاقبال في العمل على جوهرة النفس وايقاظها من غفلة النوام لكي تواجه "عاصفة المحبوب" بسلام وبدون خوف او اهتزاز، فهذه لحظة الحسم ونقطة الصعود والهبوط محمور التقاء الخط الافقي بالخط العامودي.
ومعنى التلاقي بالتواصي اي مسلك العبور يكون بتسليم النفوس الصافية المُحِبة والخيّرة الصاغية لوحي جبريلها وحكيمها سلمان (ص) الذي سُمّي سلمان اي بمثابة سُلّمان: سلّم لسلامة العقل والآخر لسلامة النفس.

وجبريل هو العقل وهو المسيح وهو الشاهد الاعظم على النفوس في تقلبات اجيالها وهو لا يسمح في زمن كشف الكشف الذي نعيشه اليوم الا بوضع الهمزة على كل النفوس.
وبمجرّد ان تدرك النفوس الخفية المخفية لمح البصر تفرِّج الكربة عن الاخيار وتطال النفوس السيئة المتظاهرة بالخير مع التذمر والقنط والضجر عندها تنفجر هذه النفوس المرتدة بأعمال موازية لنفسها وحقيقة مكنونها وبالتالي تُفضَح ولا يمكن كتمانها. فهذه همزة حمزة التي لا هروب للعوالم منها.

الباب الثاني: الاستعانة بتجربة شخصك
طبعا عندك ذخيرة كبيرة من التغيّر الشخصي والتجارب المكتسبة ولك حق التعبير.

الباب الثالث: باب التفاصيل

الباب الثالث او الحق الثالث باب التفاصيل. التفاصيل لها بابين:
ان كنت على حق اترك باب التفاصيل لعقلك لأن الانسان ظالم لك فاختر باب معرفة الخالق.
ان الفعل وردة الفعل هو من طبائع النفس الدنيا الناتجة عنها التصرفات، وان القوى التي تتحكم بهذه النفس تدفعها للتصرف دون اللجوء للعقل وتقودها الى محور مناقض لمحورها الاصلي، وتزجها عوضا في معادلات السببية وتسجنها في اطر المعاني الرومازية وتقتلعها بالعنف والازعاج من مكانها الآمن في قلب الأب "الشاهد المسالم" فتهوي بها الى عالم الصيرورة والتسلسل الذي يفتقد لمعنى الوجود، "وكل شيء تسلسل في طرد الغاية الى ما لا نهاية كان باطلاً"
"ظلم النفس" هو اقدم دور لعبه الضد عندما رفض السجود لآدم، لأنه برفضه هذا حرم نفسه من الاستفادة من ماء الحياة "نور العقل" (آدم الصفا). واصبح الضد منذ تلك اللحظة بما ترمزه لاسرار داخل تكوين الانسان هو هو مثال للحرمان مجسدا على الارض. والحرمان هو سمة حضارة هذا العصر والوسيلة الوهمية للتقرب من الله التي كرّستها التفسيرات الخاطئة للاديان. فـ "الله غني عن تضحياتكم لا يزيد بملكه طاعة مَن اطاع ولا معصية مَن عصاه".
وفراغ النفس ليس له حدود ولا خلاص الا بالطاعة للحدود. ودرب الحرمان هو كرحلة لمركبة استكشاف في الفضاء اللامتناهي فكلما ابتعدت في الفضاء المظلم عن محور الارض والشمس بحثا عن المجهول غرقت اكثر فأكثر في الظلام واكتشفت مدى سوء الرؤية ومدى ضعفها وعجزها في اكمال ما ابتعدت لأجله من دون ضوء الشمس (ممثول الحد الاسمى اي العقل).
الظلام ليس له هوية بل هو من خصائص عملية النظر وهو ليس نقيض للنور لكي يهدد كيان النفس النورانية العقلانية، بل هو حالة من حالات النظر تتجلى في غياب النور، وينتج عن هذه الحالة تصرفات مشوشة وحركات مضطربة تحول اكثر فاكثر بين المتلقي (اي النفس) والباعث (اي العقل) ولا يؤثر هذا في جوهر الاثنين او حقيقتهما انما يؤثر في الأثر واقرب مثال على ذلك كالفيلم السينمائي الذي كلما استغرقت بالنظر اليه تأثرت بعالمه واصبحت اكثر فاكثر اسير احداثه وتصبح كأنك شخصية من شخصياته تلعب دور، واذا صرفت النظر عن مشاهدته زال تأثيره على واقعك.
فضعف النظر بهذا المعنى هو حالة آنية تلعب فيها النفس دور مخالف لدورها الحقيقي.
وحقيقة الظلام ليست حقيقة خارجية بل هي حالة تشويش ناتجة عن خلل في رؤية الامور يتترجم على مستوى النفس عبر تكوين قناعات مغلوطة وتصرفات مرجوجة لا يربط بينها اي منطق عقلي وليس لها نقطة ترقيم او ماهية سوى كونها مثال للـسلبية في الامور او للـ "ليس" الممتزج في الأشياء ولـ كل ما يبتعد عن محور النظر السليم للواقع: مثل حبل تراه العين في الظلمة فتظنه افعى فتخاف وترتعش وعند طلوع الفجر يتضح على ما هو عليه من "ليس" او "انتفاء" للأفعى.

اما باب التفاصيل الثاني باب حق المعرفة ان كان الآخر لا يعلم فلك حق التوضيح ان سُئلت سر السرين بفتح باب النور.

الموحد:
حرام عليك ان كنت تعرف الموحّد وتحاول وتسمح لنفسك بأذيته عندها يكون جزاءك جزائين:

مبدأ حفظ الاخوان:

ان السماح لنفسك بأذية نفس موحد يجسد حالة من حالات الارتداد ولحظة من لحظات تراكيب العذاب. وطوعية عملك هذا هو ما يوسِم عذابك بـسمة "الدوران المفرغ" اي بطابع الأبدية ويُضَيّق امكانية خروجك منه، فيصبح العذاب عذابين: عذاب المذنب لما سببه من اذى لغيره،وعذاب العارف لما سببه من ذنب لنفسه،لأن الموحدين نفس واحدة في اجسام متفرقة واي اذى يقع على موحد يصيب كيان التوحيد باكمله فكيف اذا كان مسبب الاذى هو انت ايها الموحد.
والمعرفة ذاتها التي لطالما رسمت هويتك ورافقتك وكانت لك النعمة تتحول في لحظة من الجهل والغفلة الى نقمة والى "حجة" عليك من نفسك على نفسك تطعنك في صميم كيانك كموحد وتدفعك قسرا الى مواجهة مرآة ذاتك في لحظة تكون فيها غير راض عن منظرك.

 حقائق الموحّد:

اولاً: من سيماهم تعرفونهم واذ تعلمتم احترامها سابقاً هي تدلكم عليهم وبلغة حدسكم يوضح هذا.
ان احترام سمات الموحد قبل معرفته تفترض القدرة الذاتية على تمييز هذه السمات بالحدس، ومن ثم مقارنة الحدس مع وقائع التجربة على الارض، وهذا العمل يفترض معرفة نفسك واحترامها اولا لأنها المقياس في هذه المقارنة.
واقتران الحدس بوقائع التجربة مع الوقت ينمي ثقة الموحد بهذه القدرة الذاتية ويسهل عليه تجاربه مع الآخرين ويجنبه الاحتكاك المباشر بالطبائع الضدية.
وامتزاج قدره مع اقدار المتلبسين المقنعين الذي لا يدخلون للدين الا عنادا لأهله واضرارا.

ثانيا: الموحد موحد بطبائعه ايضاً مَن يمون على نفسه وعقله يستطيع التحكم بطبائعه. مَن واجه درس او وقعت له مشكلة يقول "هذا درس من الخالق" ويحاسَب بقلمه: ماذا فعل ليتدارك اخطائه؟
فالانسان يبقى انسان ولا يوجد احد كامل ومَن لا يفعل هذا ولم يعلمه القدر نعمة تحديد خطواته ظلّ مثل البهيم ينزف ولا دواء له.
ان محاسبة النفس لهو عمل عظيم ليس لما يحمله من عذابات للنفس بل لأنه يرسم حدود تجربة الموحد على ارض الواقع والى اين يريد الوصول بأفكاره قبل افعاله. فتنجلي لذهنه طبائع النفس المكتسبة وتتميز عنها في فكره خصائص النفس الشريفة فينهزم شر في نفسه لصالح خير فيها.
ولا عودة الى الوراء بعد التميز، لأن معرفة حدود التجربة تقتضي تعريفها اولا ومن ثم حصرها في وحدة فكرية واعدامها، وتوحيد الخالق المفطورة عليه النفس الشريفة منذ نشأتها الاولى يستدعي نفي صفة الوحدانية عن اي شيء يدّعي الوحدة بعد تحديده،
فتصبح هذه الوحدات معدومة وفقا لقانون الواحد الذي لا يتجزأ، ثابتة في الذهن فقط لكونها معدومة وليس لوجود حقيقي لها، ولا تؤثر هذه الثبوتية على افعال الموحد بعد انبعاثه من التجربة ولا يوجد لها في عالمه اي متنفس لكي تفرض من خلاله انطباعاتها على افكاره وتصرفاته.
وهكذا معرفة تنمي القدرة على الاستفادة من الامور قبل وقوعها عبر استحضار هذه الوحدات في الفكر وتمييزها على ما هي عليه كونها معدومة,ومَن لا قدرة له على الاستفادة من تجاربه هو فاقد القدرة اصلا على رسم حدود اي تجربة يمر بها، فيدخل التجربة غير واع لأسباب دخوله ويخرج منها غير واع لشروط خروجه، فيقع في نفس التجربة مرة ومرتين وثلاثة ولا يداويه منها سوى الاحتراق بنار جهله لحدودها، ويصبح افتقاره للمقياس هو هو مقياسه وعلة وجوده وسر شقائه، والشقاء، بعكس السعادة التي هي حالة اكتمال، يتجزء بتجزؤ الزمن ويمتد بامتداده ويؤثر فيه عنصر الوقت والانتظار فيزيد من حماوة وضراوة ناره، ولذلك سميت الانفس المحكوم عليها بالشقاء الابدي بـ "حمى حرق" بحيث انها طولبت منذ البدء بكشف المعاني من شجرة "كن" فهي ابدا سجينة هذه المعاني لا تستطيع الخروج منها ولو لمرة للنظر اليها والتعرف على روعة تمثال "كن".
يا لها من ارواح ازعجت من هياكلها، نزلت الى عالم الوجود بغاية اثبات العدم فلم تثبت الا واقعها المبتور عن سبب وجوده، تقع بالخطأ مرارا وتكرارا وتنتظر الخلاص في المجهول، كانتظار القيامة او المخلص ليأتي على الحصان وينتشلها من واقعها الى واقع آخر، وكأنها ستتحول عندها فجأة الى نفس اخرى او سترتفع عن الارض الى الغيم. فما الذي يضمن ان عند ارتفاعها المفترض هذا لن ترتفع معها افكارها الدنيئة واهواءها المغرضة لتهوي بها مرة اخرى الى الارض وبقوة اكبر؟ ولا داعي هنا لاعادة توضيح اسرار التقمّص وتقلبات الانفس في آلات الثواب او العقاب.
عدم الالتزام بالتقاليد الجامدة لأنها تقييد للنفس وهي (اي النفس) لا ترضى بالحواجز المصطنعة مثل اللباس الاجباري مثلا.
ولا داعي للتواضع المصطنع الذي يخفي وراءه ملامح الكبرياء، ولا داعي لانحناء الرؤوس ولبس ثياب التصوّف والخنوع: "نحن مقصرين" او "انا العبد الفقير الحقير" عبارات يتفوه بها البعض اما لجذب الانظار اليهم او لقصر في افهامهم او لتقربهم من الخالق عن عجز وعبر "أبواب سببها آياس من الظهور والعز والنصر".
فمَن يعرف ذاته يعرف حقوقه وحقوق غيره فالمطلوب منك التنظيف العميق قبل الخارج.
التقاليد المتَبَنية من قِبَل بعض المشايخ مقتَبَسة وتعرفوا التمييز حق المعرفة ان كنتم اصحاء. فما نفع القراءة ان كنتم لا تفهمون؟ وما نفع الحفظ ان كان يُرَدّد ولا صحوة ضمير؟ وما نفع الحق ان كان لا يُطَبّق؟
ايها الموحّد، ادرس خطواتك، افهم ما يدور حولك، افعل ما تريد لا ما يُطلَب منك، قد اصبح بإمكانك تغيير قَدَرك ورسم حدود لحياتك.
انت صاحب الميثاق وصاحب الشيء لا يطلبه من الغير. والتوحيد ليس بـ "طلب الدين او ارضاء الآخرين، والتعبد ليس بحلق الرؤوس والتربّع في المجالس او بالحفظ والتسميع والتنغيم، انما التوحيد تأمل ومذاكرة تتفاعل باسلوب الحوار السقراطي "لحظة تأمل خير من عبادة سنة"، والمذاكرة سميت مذاكرة لأنها عملية تَذَكُر لما هو اصلا في داخلك "ذُكّروا فذكروا عُرِّفوا فعَرَفوا".
ان اردت شيء اطلبه فالمولى يريد سماعكم اطلبوا تعلّموا لغة الطلب بقلب صادق ونفوس لا تحقد. عندما تحترموا ذاتكم المولى يقدّركم ويحترم تقواكم فالتسلم نواياكم ولتتحقّق امانيكم بطلب الحق ساعة الصدق وصفوات النفس.
لكم وُجد الكون ولأجلكم يسير، والواصل ينتظر صحوتكم. لتسعوا للطلب جميعكم. أقبح ما تقومون به هو انتظار قيامة الساعة وقدوم السعد ومَن ينقذكم بلغة السحر يشد قوامكم لتذهبوا الى الجنة لأنكم لم تفعلوا الغلط.
الحدود الاطهار والسابقون السابقون من قبلنا قامت القيامة لأجلهم، حصلوا على معجزات كُثُر، واصلوا الطلب، تواصلوا مع اهل الحق، وصلتهم رسائل عظمى من التشجيع من ميدان العقل والنفس، فَسّروا ما يحصل معهم كل يوم ان كان التفسير العميق او المهمّش.
وما تبقى من وثائق عن ادوار اتلانتس المنسية تثبت تقدمهم منذ سالف العصور في تفسير الحكمة وفهم اشارات وتحولات الازمان والاوقات، ونتيجة تواصلهم وطلبهم الصادق استطاعوا استشراف القادم، وخرجوا من اتلانتس قبل دمارها وغرقها، ونجوا لصدق حدسهم وفهم محكمات أيات النور في تلك العصور وتمسكهم ببصيص خيط الفجر المنتظر في احلك الاوقات ظلمة.
"اخرجوا منها يا شعبي لألا تتلقوا احدى ضرباتها فخطاياها قد بلغت السموات" هذه الأية من الانجيل المقدس تشير الى حدث مماثل على وشك الحدوث لبلاد مطابقة في مسارها اليوم لأتلانتس في ذاك الوقت "فكما بدأنا اول خلق نعيده" "ولا شيء جديد تحت الشمس": طورت هذه البلاد التكنولوجيا وتقدمت في عالم المادة على حساب القيم الروحية، فضللت ببريق سحرها الامم والشعوب وتمايلت غرورا وترنحت سكرا من خمرة جنون العظمة "انا ولا احد غيري"، فاختل توازنها وهوت، فأحدثت خلل عظيم في ميزان التكوين يترجم على الارض بأهوال وكوارث وحروب ومآسي لم يسبق لها مثيل في تاريخنا المعاصر.
تكلّموا لا تصمتوا افعلوا شيء تحرّكوا اصحوا ابتعدوا عن غرور النفس والتكبر ابتعدوا عن لغة الانانية والادّعاء بالمعرفة مع ملازمتكم مكانكم، اسعوا للطلب والتعرّف انتم بأنفسكم لا احد يفيدكم. نحن لا نستطيع مساعدتكم مهما كنا نعرف اعملوا بنصيحة الجد العظيم سقراط (قرية الدهر) ان وجدتم درب المعرفة فاسلكوه لأن النفس البشرية متعطّشة لمعرفة اساليب التفاهم. لغة القدر بايديكم بها تتغلبوا على لغة النَفَق ووسوسة الشيطان.

الموحد العادل لا يجرح احد وخصوصا مَن تعلم من باب الصدق وشرب ميثاق الحق.

ابو الخير سلامة كاشف الاسرار. السابق شخصية غامضة لكن افعاله مقتَدِرة يوصي بكشف النفوس يدرِك المعنى المقصود يواجه الشخص بلغة الصدق يكره النفاق او تغيير منحى الامور للمسايسة فالحق يُقال.
يجلس بين اخوته يجادلونه ويسمعهم ومَن طلبه وجده ، فهو مشخّص في كل عصر وزمن كباقي الحدود واناس كُثُر يعرفون هذه الحقيقة ورغم ذلك يدّعون عدم رؤيتها ظنا منهم انها حلم او حقيقة لا تُصَدّق وينتظرون الحدود ان يأتوا على خيل من السماء. والتقمّص حقيقة واسلوب الانتقال وطبيعة الانسان عبر الازمان ومدى تحول الحدود نفسهم لشخصيات مع عدم التفريق بين الانثى والذكر لأن التوحيد عدل ومساواة. والقيمة والتقييم للروح وليس للجسد والارادة للخالق "في اي صورة ما شاء ركّبك"
اما نحن لا نستطيع تجاهُل الواقع ونعامل الانثى بمذلّة والذكر بالفوقية وبذلك يُظلَم الاثنان معا فالحياة السعيدة تكمن بالاحترام فعندما تكون سعيد يؤثر على بيتك وعلى محيطك وتصرفاتك مع الآخرين فالسعادة مجتمعة لا تفرّق بين ذكر وانثى وجميع الحدود يطرقوا باب السعادة مع القول: مَن كان سعيد صاحب بهجة وسرور سَلِم من كَدَر الدنيا وبذلك تخطّى مصاعب الدنيا. التفاؤل باب لعيش جديد يجب فتحه.
اما بهاء الدين (ص) الصادق نور الصفوة يوصي بصفاته فتعامله يكمن بالحنان رغم معاناته عبر اجياله كل انواع العذاب.
 ومَن منا يجهل عذابات يوسف الصديق؟
يوصي بالمعرفة. طالب التوحيد يجده. يوصي بتحكيم العقل ومعرفة نصوص المعرفة ويوصي الموحّد العارف بالثقة والتأكّد وعدم تكرار الخطأ والمواصلة فالمعرفة لا تحتاج لسؤال ويقول بنصوصه: اهم شيء في الدنيا الحنان الصفوة راحة النفس. احترم نفسك يحترمك الجميع ويوصي اصحاب اللغة اي الفصاحة بالتعبير والشرح والسرد بالصمت لتسمعوا للغة العقل والصمت يحمل السر الكبير سر القدوم وسر السعي وراء الفهم.
فالصمت هو اقدم وضعية للنفس وهو ما كانت عليه في نشأتها الاولى في حضن الأب حيث الامان. الصمت هو فعل النفس الاقدس عندما اقدمت على تلقي النور من العقل فانتابها السلام لتسليمها لارادة المولى وسجودها لحكمته. وهو يعكس حالة النفس المستقرة المسلِّمة الراضية المرضية على عكس ما تعكسه حالة النفس المتآمرة المتمردة الممتنعة عن السجود والاذعان لحكمة المولى الصادرة عنها التصرفات والهفوات التي تهوى لعب الادوار وانتحال الصفات فتدّعي دور الباعث مثالها مثال قمر يدّعي انه مصدر النور في عتمة غياب الشمس الوهمي فيروي قصته مستخدما نور الشمس في روايته متجاهلا لمصدر النور الحقيقي: الشمس.
وعدم الزواج من اغراب فللزواج شروط مَن وحّد لا يسلك درب الوحل بعد معرفته لجميع الامور مِن صِغَره ويقول مَن تزوج من غريب عن دينه فاليُجتَز كنبتة يابسة لم تعد مسجلة بتاريخ الزمن ولا يحق له الرجعة بتاتا لأنه عرف الصواب وابتعد عنه اولا اما ثانيا يعود السبب لأجيال قديمة فقد كان من ذلك الاصل اعطيت له فرص اخرى للتوبة وتنكّر لها لأسبابه الدنيوية وغريزته الفاشلة بجميع المقاصد ولا يسمح المولى لأحد موحد ان يمر بتجربة كهذه ولا يمكن للقدر أن يلعب هكذا لعبة خطيرة. وهذه تجارب للجميع ليعرفوا ان بينهم خوارج والحبوب لم تنَقّى بعد لأنهم ما زالوا يغُطّوا بسبات عميق ولا يسعوا لفهم شيء سوى الندب والتقصير وهذه العن الامور.
سقراط سند الالفة والمحبة منير ساحة الوصول وبريشة سقراط تُرسَم حدود لكل خارج. وبميثاق الحق والتقييم سوية جلسة لتقرير مصير الخوارج وانغلاق الابواب السبعة.

لعن المولى كل الخوارج واوصى بالاحترام (اي للدين) لأن الامر لن يتنهي هنا ما مصير الاولاد واي اولاد. واوصى بهاء المؤمنين ولغة العارفين بمناجم من المعرفة سعى الحدود عبر الازمان لفتحها وفيها الاسلوب بالتعامل يدل على نزاهة الموحد عدم التحريف وصدق اللسان وملازمة تقدير الامور وذلك بمحاسبة نفسك واذا تداركت الغلط عرفت الصواب ولكن اذ تغابيت وتجاهلت وتنكّرت بأنك لا تعلم وانت تعرف حق المعاملة فلك الحساب العسير بالدنيا لا ينتظر المولى محاسبتك يوم القيامة. راجع نفسك ربما تكون الدروس قد مرّت عليك كثيرا ولم تفكر انك السبب بهذا ويرجع لسوء معاملتك لموحّد او معرفتك للحق ونكرانه فدروس الحياة لا تأتي عبث وهي حصائد مقدمات الاعمال فمَن ظُلِموا لا يظلموا والا يبعث لهم المولى مَن هو اظلم منهم.

اذاً دين التوحيد يرتكزعلى اسلوبكم تعاملكم ويرتكز على التحكم بلغة العقل ومعرفة النفس وشروطها صدق المعاملة لمَن يعرف اهل الصدق السعي وراء المعرفة تغيير مسرى الكون بالطلب.

ان شئتم تتحقق السعادة فالابتسامة تطرد الشر وتذهِب بالافكار المزعجة.

سقراط يقول: الحياة سوداء بعيون مَن يراها سوداء. والتوحيد سعادة في الدنيا والآخرة معا، لأن الدنيا هي للآخرة كالجسد للروح. وما اجمل من ان يمتلك المرء المظهر والروح معا عندها تطفو الحياة ويتغير الروتين القاتل. كلما وجدت نفسك تعيش بحزن ابتسم حاول ان تبتسم فتتغير الحياة.
الحدود لا يفرقوا بين ذكر وانثى. التقاليد ان كانت تزعجكم فهي بالية ركّزوا على المضمون. القراءة والحفظ بداعي الواجب عمل اضافي تُحاسَبوا عليه وعقابه الظلم.

الوقوف بوجه الشر مهما كانت العواقب هو من اهم سمات الموحد.
مَن يسعى وراء اناس يُعرَفون بكفرهم وارتدادهم لغايات بنفسهم حتى قدوم الفرج او مصاحبة الظالم فهم ظالمين لأنفسهم منتظرين السبات الاقوى من الخسران الواضح.
مَن يعرف الحق واهل الحق ويتغاضى عنهم فهو جاحد غارق بنعمة اخذ الدروس الاضافية وان لم يستدرك انزلق من صفوف اهل التوحيد.
ربما يأتيكم رؤى صادقة عميقة اعرفوا تمييزها فلها بابان الاول انك تريد ان تشاهد او تسعى لذلك وهذه رؤية للنفس فقط تشجيع لا اكثر ورؤى كذلك على الحدث وما سيحدث ان صدقت آمنوا بها.
والثالثة النادرة لغة ارسالية كتابية وهي نادرة ولا توجد بالعالم سوى واحدة فقط والباقي تداخل نفوس وعدم ادراك محسوس.
فليحمنا المولى وليحميكم وليبقي قلوبكم صافية وعقولكم مدرِكة لحقيقة الحق وللّغة الاصدق المفسَّرة من بين جميع لغات العالم.

مَن وحّد آمن ونسي حقيقة الزمان والمكان حقيقة الطبقية والتمييز بين الاخوان واكتشف سر الكلمة التي تفرق بين الاحياء والاموات وتفصل بين عالم الارض وعالم السموات: هي سلامة النفس ونور العقل.
ان عرفتم ابصرتم وان ابصرتم وصلتم لاسلوب التعامل ترضوا الحق ويرضى المولى على خلقه بلغة السعادة وصفاوة البال.


انه زمن قول الحق ورفع راية حدود الحق وزمن التذمّر واليأس لمَن يدخل بقوقعة التذبّل والحصر ولمَن يريد تعذيب نفسه له ذلك.

منطق النبي يوشع يقول: بالتداول تذهب الخلافات وبسماع الرأي الآخر تذهب الصدمة وبالتفكير المنطقي يتراجع ابليس عن صنع الجدل الفارغ وتبتعد الافخاخ ويتخذ القرار دون تردد وخوف من الوهم.

صوت العقل يقول: احكم بالعقل تتجنب سوء المنطق.

المنطق اهم من تقديم الافعال والاعمال الكثيرة به تتجاوزوا دهور من التعب والارهاق.

التقييم بالحق يبعد العاطفة الكاذبة ويأخذ الحق مداه. لا تتقلبوا بوسواس العاطفة لأنه فارغ. الساذجية تحتها باطنية مفزعة.

وللنفس سوية اذ بحكمته يقول ابلغوا قصدكم بتحقيق سعيكم والا مجال الصدى كبير ولا يوجد مكان للواقف فيه طبعا السعي بالمنطق والعقل.

بهاء الدين يقول: طيّبوا نفوسكم وارفعوا رؤوسكم فأنتم خير أناس في خير أوان وأفضل العالم في أفضل زمان.
سقراط يهنىء العظام ويرسل لكم صفاء الذهن وراحة البال وقوة السلامة بالصحة والتفكير بصفاء قبل اصدار الامور لكم التحية والبركة والمحبة.

الدائرة ومستوى التعبير تقول بقوم النهج السعيد لامتلاك منطق حد الفلسفة وذلك بتطبيق ونقل الكلام من سطر لآخر على هواهم بحسم انفسهم وهذا معقول.
دعوا القدر يلعب لعبته لنتجاوز بعقولنا محنة الدجال.
الخيار الاوحد لاصحاب اليقين بالواحد الاحد. توحيد الخواطر لرمي الشر برُمَّته.
وإياكم التساهل بتقدير الامور فالحدس والقوة تغير مسار الطريق.
سقراط يحكم غلق السلاسل الحديدية ولكم ربط الاحزمة لتستعدوا بأمان الرحلة.

تمت بحمد الله العلي الأعلى البار الحاكم جلا جلاله إله واحد صمد سرمدي 



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حمد جزيلا كما أراد, وعلى رحمته التوكل والاعتماد. والى جبروته الالتجاء والإعتماد, ومنه المبداء والمعاد, وإليه الرغبة والاجتهاد.
ولرسوله الشكر ينمو ويزداد, دليل العباد الى سبيل الرشاد , خير من أفاد, وهو المسيح النصيح الكريم الهاد, غذاه الله نورا وصلاة, وكساه مهابة وجلالة وعز وتعظيم, وسلم تسليما.